ويقول شاب سوري: كنا طلبة ندرس في أسبانيا، وكان سفيرنا هناك نزار قباني بكل وَهَجه وشعره وحبه الذي ملأ الدنيا به!
وكنا مجموعة من الشباب نتعلم ونفكر في الحب.. ونحلم..
واحترنا أصلاً ما هو الحب وكيف نصل إليه وما هي شروطه ومواصفاته!
وقلنا: ما لنا إلا نزار!.. كبيرنا وسفيرنا وسفير المحبين على الأرض!..
وتعبنا حتى أخذنا موعداً مع الأستاذ في فندق فخم حدده هو!
وحضرنا بكل نضارتنا وأناقتنا نحمل معنا سؤالاً واحداً.. ما هو الحب؟!
وحضرنا قبل الأستاذ وانتظرنا على شوق ونار ننتظر أن يحضر ويفك لنا طلاسم الحب ويقدم لنا مفاتيح قصره المسحور!..
وحضر الأستاذ بعد طول انتظار.. وقدرنا أن النقاش معه لن يقل عن ساعتين في موضوع أساسي نذر له حياته وشعره وكتاباته، وشغلنا حتى النخاع!
ولكنه بمجرد ما حضر وألقينا عليه الموضوع بهذا السؤال:
- ما هو الحب يا أستاذ؟!
أنهى الاجتماع الذي انتظرناه شهراً في نصف دقيقة!
وقف غاضباً وقال وهو يشير إلينا بيديه مهدداً:
كل هذا الاجتماع للسؤال: ما هو الحب؟!
أنتم الحب!! وأنتم في بلاد الحب!!..
اخرجوا واحبوا!!
وخرج يستشيط من الغضب!!
٭٭٭
وأظن أن نزاراً أعطاهم الجواب الكافي!..
فلكي تعرف ما هو الحب عليك أن تقع في الحب!.. وكلما كانت الوقعة أشد كانت المعرفة أعمق!!.. وإن وقعتَ في الحب على رأسك.. والأفضل (من رأسك لساسك!!) عرفت الحب أكثر!
٭٭٭